الحضور الكرام
تحية وفاء وإجلال وتكريم الرفيق الشهيد العزيز رشيد بروم وعائلته. ستبقى جريمة الغدر التي اترتكبتها القوات الصهيونية ضدهم شاهدا إضافيا لمئات المجازر ضد شعبنا العربي في حروب متعاقبة من فلسطين إلى الأردن إلى مصر إلى سوريا وصولاً إلى لبنان، والتي يجري توقع إحتمالات تجددها قريباً بسبب التنقيب عن النفط والغاز داخل المياه الإقليمية اللبنانية.
الشهيد رشيد “المثقف المشبتك” الذي لم يُغره تفوقه العلمي للإبتعاد عن ميدان النضال، ولم تردعه طموحاته لما بعد التخرج لاقتناص فرص الحياة المريحة، من أن يلتحق في صفوف العمل الحزبي ليدافع مع رفاقه عن مصالح العمال والمزارعين وكل المقهورين والمظلومين الشهيد رشيد “المثقف المشتبك” المنسجم مع قناعاته التي ترى أن قيمة أي نظرية هي في تطبيقها، ولا قيمة لأي تحليل للواقع إذا لم نعمل على تغييره. “المثقف المشتبك” وصف أُطلق على الشهيد “باسل الأعرج” في فلسطين الذي يقول كما الشهيد الفلسطيني رشيد بروم في لبنان أنه “في غاية الأهمية أن تعرف عدوك لكن الأهم هو أن تعرف كيف تواجهه وكيف تعد نفسك لهزيمته”. هكذا فعل الشهيد رشيد، تدرب وحمل السلاح وقاتل ضد الغزو الصهيوني إلى لبنان عام 1982 لأنه يؤمن، ليس من خلال قراءة المشروع الصهيوني المعلنة فقط، وإنما من خلال تطبيقاته العملية بأن أبعاد هذا المشروع لا تقف عند حدود إغتصاب فلسطين وإنما لإقامة دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل فإسرائيل تحتل أراض لبنانية (مزارع شبعا) وأراض سورية (الجولان) وأراض مصرية (في سيناء)، هذا بالاضافة إلى الإحتلال السياسي والإقتصادي والأمني لدول التطبيع التي بدأت واحدة تلو الأخرى تكشف عن وجهها القبيح وتواطؤ بعضها المبكر قبل النكبة مع الحركة الصهيونية ليلحقها آخرون بعد النكبة. سيكتشف هؤلاء الحكام المنبوذون حتى من شعوبهم حجم الخسائر التي ستلحق بهم بسبب التغلغل الصهيوني بشتى الأساليب لنهب خيراتهم والسيطرة على ثرواتهم والتحكم بمواردهم وحتى بقرارات أمرائهم وملوكهم.
هؤلاء المثقفون الثوريون تعلموا الدرس جيداّ، فعندما رفع الشعب العربي الفلسطيني راية الكفاح المسلح، وإنطلقت الثورة الفلسطينية بتنفيذ فدائيوها عمليات أسطورية ضد الغزاة الصهاينة لتحرير وطنهم من البحر إلى النهر.
كان العالم كله يستمع إليهم ويستجيب لارادتهم، أما بعد أن راهنت القيادة المتنفذة على الحل السياسي وظنت بإمكانها التعايش مع العدو الإسرائيلي فتحولت بندقيتها إلى حارس للكيان الصهيوني ويطارد كل ناشط يسبب له الأذى ويهدده بالخطر. مع ذلك فإن عمليات المقاومة في الضفة الغربية تتصاعد بدأت بالطعن والدهس عام 2014 وتطورت إلى إستعمال السلاح بالغارات على مواقع العدو ونصب الكمائن لتحركاته ومواجهة دورياته بالصدور العارية وقنابل المولوتوف، إنها حرب العصابات المدنية. في القدس يبتكر حماتها المرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى أسلوبهم الخاص في حماية مقدساتها والتصدي لقطعان المستوطنين، وفي غزة أثبت مقاتلوها بقدرتهم الهائلة بالدفاع عنها أمام حروب مدمرة لا ترحم وبلا ضوابط أخلاقية ولا إنسانية.
الحفل الكريم، نحن في صيدا ومحيطها لبنانيون وفلسطينيون عشنا ظروفا ماساوية وأخرى جميلة معا. عانينا معا، فرحنا معا، قدمنا الشهداء في مواجهة نفس العدو معا.
الفلسطيني رشيد بروم الشهيد على أرض لبنان جسد وحدة الدم بيننا فلسطينيين ولبنانيين. غرفة العمليات المشتركة لقيادة المقاومة التي تضم الجبهة الشعبية والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الشعبي والتنظيم الشعبي الناصري التي أخذت مقرها في العيادة التي افتتحها الحزب بإسم الشهيد إكراما له تؤكد عمق العلاقة بين هذه القوى وتعطي النموذج الأنصع على مصيرنا المشترك لبنانيين وفلسطينيين ومن موقع الوفاء للرفاق في الحزب الديمقراطي اقدم لهم الشكر على الصعيد الشخصي للثقة التي أولوني إياها في تلك الظروف الصعبة وسلموني مفتاح مكتبهم في صيدا ليكون تحت تصرفي لكل ما احتاجه. وكان لهذا اهمية كبيرة فيتلك الفترة الحرجة، هكذا هي صيدا برمزها المميز “ابو الفقراء” المدافع عن الصيادين الزعيم الشعبي بالفعل والعمل، احد ابرز الملتحقين بالمقاومة الفلسطينية عام ١٩٤٨ الشهيد معروف سعد، صيدا مصطفى سعد الذي حرمه العدوان الاسرائيلي عام ١٩٨٢ من ان يرى نورالشمس ويتمتع بضوء القمر. صيدا اسامة سعد الوفي لشهداء صيدا وريث الدم النازف من معروف ومصطفى ولتبقى راية المقاومة حمراء.
ستبقى صيدا بوابة المقاومة الى الجنوب ، الجنوب حتى التحرير والعودة.
الشهادة فخر. دمتم و دامت المقاومة.
صلاح صلاح