.. ان النظام الذي قتل معروف سعد قبل ٤٧ عاماً يكمل اليوم جريمته ويكاد يجهز على الشعب اللبناني قتلاً وتجويعا وفسادا، هو النظام نفسه الذي خطف سنة ١٩٧٥ اللقمة من افواه صيادي الاسماك وأطعمها لحيتان المال والاحتكار، يسرق اليوم مدخرات الفقراء ومكتسبات العمال ويفسد الحياة السياسية بالطائفية والمحاصصة ويدمّر الاقتصاد الوطني بالتوحّش والجشع لتكديس الثروات الطاولة، كله تحت ذريعة “الاقتصاد الرأسمالي الحر” وقد اثبت التاريخ انه الوجه الآخر للفساد والقمع وصناعة الحروب والدمار والخراب.
في ذكرى استشهاد معروف سعد ال ٤٧، لازالت خيانة النظام هي هي، قوى النظام في ال ١٩٧٥ باعت ارض الجنوب للعدو الصهيوني، وها هي اليوم تؤكد عمالتها وخيانتها عبر التنازل عن حق شعبنا في الثروة المائية والنفطية.
لقد كان معروف سعد زعيما شعبيا وقائدا وطنيا، التحق بحلف النضال القومي دفاعا عن عروبة فلسطين وقاتل ضد حلف بغداد العميل للغرب الذي خان قضية العرب المركزية، ووقف ضد مشروع آيزنهاور الاستعماري ضد الهيمنة على الشعب العربي ومقدراته.
وعى معروف سعد ضرورة ترابط النضال الوطني ضد العدو الخارجي، مع النضال الطبقي ضد انظمة التبعية، فكان مع المقاومة بلا شروط وحمل سلاحها وذهب لفلسطين لمقاتلة العصابات الصهيونية وترأّس التنظيم الشعبي الناصري وتزعّم الاحتجاجات الشعبية في الشارع ذوداً عن الفقراء والفئات الشعبية حتى استشهد دفاعاً عن فلسطين وحقوق الكادحين.
عهداً لمعروف سعد ان يبقى نهجه المقاوم، نهج الكفاح المسلح، نهجا للاحرار حتى تحرير اراضينا العربية المحتلة، واسقاط مشاريع انظمة الخيانة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني، والاستمرار في الخندق الطبقي دفاعا عن فقراء شعبنا حتى اقامة نظام وطني ديمقراطي علماني مقاوم، نظام العدالة الاجتماعية.
بيروت ٢٥ شباط ٢٠٢٢