أحيا الحزب الديمقراطي الشعبي عيد المقاومة والتحرير باحتفال نوعي حضره أكثر من 1500 شخص في ساحة الشهداء في صيدا تحت عنوان “شارِك بتدمير الميركافا”.
تقدم الحضور أمين عام الحزب نزيه حمزة وأمين التنظيم الشعبي الناصر أسامة سعد وقيادات الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية وهيئات المجتمع الصيداوي.
الإحتفال بدأ بـ”جولة هزيمة” لمجسم الميركافا الضخم في شوارع صيدا حيث اصطف المواطنون على الطرقات لرؤيتها، وتفاوتت ردات فعلهم بين من صب جام غضبه على المجسم بكيل الشتائم والسباب لإسرائيل التي مُرغ أنفها بتراب الجنوب، وبين من حيا سباب الحزب على مبادرتهم لتنشيط الذاكرة الوطنية، وتوقفت الدبابة في أماكن تنفيذ عمليات المقاومة الوطنية، وقد رشت بعض النسوة بنثر الأرز على الموكب.
وعند وصولها الى ساحة الشهداء استقبلتها الحشود عفوياً بالرجم بالحجارة والبندورة ما أدى لإصابة أحد أفراد طاقمها الذي كان يجسد شخصية جندي إسرائيلي، وتضمن الإحتفال مشهدية تجسد هزيمة الميركافا ومقاومون رموها بالمولوتوف والعبوات المصنعة وانتهت بتدميرها بعبوة متوسطة الحجم ما أدى لإحراقها، بعدها أقام الشبان والشابات حلقات الدبكة حول الدبابة وهي تشتعل.
وسط حماس الحضور الذي تدافع للوصول الى الدبابة لركلها ورجمها، وتهافت الشبان لإلتقاط الصور أمام الميركافا.
كلمة الحزب الديمقراطي الشعبي ألقاها علي حشيشو قال فيها:
يأبى شهر أيار إلا أن يُفتتح بعيد التعب وكدح العمال وأن يقفل على نصر المقاومة وهزيمة الإحتلال. لا مكان في مفكرة الشهر للهزيمة ولا لإتفاق 17 أيار. أهلا بك يا عيد المقاومة والتحرير.
وهل هنال انتصار أنصع من 25 أيار في كل التاريخ العربي، عدو يعلن عجزه عن تحمل ثمن الاحتلال فيخرج من أرضنا مهزوماً من دون قيد ولا شرط، هكذا يكون التحرير مشرفاً وهكذا تكون المقاومة مشرفة. فالتحية كل التحية لشهداء المقاومة كل المقاومة اللبنانية والفلسطينية، الوطنية والإسلامية.
وإن ننسى لا ننسى مَن قاتل الإحتلال ومن ساكَنَه، مَن فجّر دشمه ومن بنى له المواقع، من سد بوجهه الدروب بالعبوات والكمائن ومن فتح له الطرقات وأزال من أمام دباباته التحصينات.
وإن ننسى لا ننسى بطولات شعبنا اللبناني والفلسطيني، من خلدة الى صيدلية بسترس والومبي وتفجير المارينز في بيروت الى وادي الزينة وجزين، الى صيدا ومخيم عين الحلوة وأطفال الآر بي جي، الى تفجير الحاكم العسكري في صور الى ملحمة النبطية، الى انتفاضات القرى وصمود كفرشوبا وعيتا الشعب وبنت جبيل والخيام الى شحيم ودير قوبل وكل بقعة قاومت الإحتلال.
نُحي الذكرى الرابعة عشرة لانتصارنا على اسرائيل، لنؤكد أن سلاح المقاومة هو كحدود الوطن، المس به خيانة للوطن والمطالِب بنزعه عميل للعدو الإسرائيلي – الأميركي، أكان برتبة مجرم حرب، أم مرشح للرئاسة أم كان حتى رئيس جمهورية.
لقد أنهت المقاومة بانتصاراتها منذ 16 أيلول 1982 الى تموز 2006 إحتمالية وصول رئيس للجمهورية على متن الدبابة الإسرائيلية، تلك الدبابة التي أصبحت هي أعجز من أن تصل الى ترابنا الوطني بفضل بواسل المقاومة الساهرين على الحدود. كما أن شعبنا يأبى أن يحكمه عميل لإسرائيل.
بالأمس كان هدف عدوان تموز القضاء على المقاومة وفشل العدوان وانهزم المعتدي، ثم جاء العدوان على غزة للقضاء على المقاومة أيضاً فأُذلت إسرائيل، واليوم هدف الحرب على سوريا القضاء على المقاومة وها هو العدوان يتقهقر، وما سلاح التحريض الطائفي والمذهبي إلا وجهاً من أوجه القضاء على المقاومة وحرف بوصلة المناضلين عن فلسطين القضية، لكن المقاومة لم تعد وحدها في هذا العالم، انتهى زمن تفرد الأمبريالية الأميركية والغرب بمصير العالم ومنطقتنا، إننا نشهد قيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، رأينا ذلك في سوريا ونراه في أوكرانيا، الشرق ينهض من جديد ومحور الشعوب يتقدم ويضرب قدميه بالأرض، ليس مطلوباً منا سوى الصمود على مبادئنا وأن نتعامل مع مَن يجب أن نتعامل معه وفق مصالحنا الوطنية وطموحات شعبنا بالحرية والتحرر.
لكن التحرير لا يكتمل طالما ظل شعبنا فريسة السياسات الإقتصادية الظالمة، من قبل أرباب النظام البرجوازي الطائفي، فكما التحرير لا يأتي إلا بالمقاومة كذلك التحرر لا يأتي إلا بالنضال الطبقي المنظم والضاغط على حيتان المال في السلطة وخارجها، تحية الى هيئة التنسيق النقابية، ولن تقوم عدالة اجتماعية إلا بحركة نقابية عمالية مناضلة مستقلة عن إرادة السلطة، ولا مدخل للتحرر الإجتماعي غير إسقاط النظام الطائفي العفن.
أربعة عشر عاما على نصر أيار وما زال هناك مَن يتبرأ من المقاومة ويتآمر عليها، ويَعرض انتصارات الشعب اللبناني للبيع، ويُعرّض كرامتنا الوطنية للإستباحة، لكن شعبنا واعٍ ولن تنطلي عليه المؤامرة، سيبقى متمسكاً بسلاح المقاومة والتحرير ذوداً عن لبنان ومن أجل فلسطين.
25 أيار عيد المقاومة والتحرير، عاشت المقاومة سقط الإحتلال.
لأن المقاومة فخرنا وحافظة كرامتنا الوطنية، كان هذا الإحتفال بالتحرير، كي يستفيق من نسي أو سامح أو حالف قاتِل مئات الشهداء الممددين أمامنا هنا في أبشع مجزرة جماعية، وكان هذا الإحتفال كي يفخر شعبنا بالإنتصار جيلاً إثر جيل، وكي نروي لأبنائنا بعضاً من مآثر محرري الأرض والعذابات التي تحملوها والجراح من أجل أن نبقى وأن نعيش أحرارا.
لماذا الميركافا بالذات؟ لأنها كانت أسطورة العدو وفخر صناعته العسكرية ورمز عدوانيته، وقد أطلق جيش العدو على واحدة من أجيال الميركافا اسم الصقر، فإذ بها تتحول أرنباً سريع الهرب في مواجهة رجال المقاومة في جنوب لبنان وفي غزة فلسطين. أردنا من خلال هذا العمل الضخم تجسيد حقيقة تاريخية تقول بسقوط أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
صممنا نموذجاً من دبابة ميركافا الجيل الرابع يشبه تلك الأصلية حد التطابق في المواصفات والحجم والتفاصيل، انهمك الرفاق في الحزب على مدى ثلاثة أشهر في إنجاز الدبابة وعملوا 261 ساعة لصناعتها أو بالأصح لتدميرها في هذا اليوم.
لقد بلغ طول الدبابة المستنسخة مع المدفع: 985 سنتم، وعرضها: 350 سنتم وإرتفاعها: 265 سنتم، أما وزنها فبلغ طناً ونصف الطن.
قصدنا أن نزين احتفالنا بهذه اليافطة التي تحمل أعلام كل القوى التي انخرطت في مقاومة الإحتلال، على اختلافها من لبنانية وفلسطينية وطنية وإسلامية وقومية وشيوعية، لنقول إن مَن حرر الأرض يجب أن يظل قابضاً على سلاحه لصد أي عدوان اسرائيلي.
مشهدية إذلال هذا الأرنب الحديدي قدمها لنا رفاق ورفيقات وأطفال من حزبنا ومن أصدقاء الحزب.
نص هذه المشهدية كتبه وألقاه الشاعر الوطني الأستاذ علي العبد اللـه، وأما العمل ككل فهو من إخراج الرفيق المخرج الأستاذ أحمد خزام.
لنعلن في الختام تدمير الميركافا إيذاناً ببزوغ فجر التحرير وإعلان هزيمة المحتل الإسرائيلي