16 شباط 1985 ذكرى تحرير صيدا من الإحتلال الإسرائيلي
غداة الغزو الإسرائيلي عام 1982، ظن البعض أن لبنان ركب قطار الهزيمة العربية ولن يخرج عنه أبدا، فراح هذا البعض يحجز مقعداً له في حضن الإحتلال ويقدم له فروض الطاعة، بينما كان شباب مناضل يجمع السلاح ويستنهض الهمم لإفتتاح عصر المقاومة ضد الإحتلال، عصر مجيد يفيض بالعنفوان والكرامة الوطنية.
وصيدا لم تتأخر عن الموعد، وأثبتت شراكتها بالمقاومة بدءاً من التصدي لجحافل العدو الغازية، وصولاً الى تحويل شوارعها الى مقابر لجنود الإحتلال وكبار ضباطه وعملائه الخونة، فسطّرت نموذجاً في المقاومة المسلحة والمحتضَنة من بيئة شعبية أعلنت المقاطعة ونفذت الإضرابات والإعتصامات المفتوحة رفضاً للإحتلال.
وكما تقاسمت صيدا مع الشعب الفلسطيني مآسي نكبة 1948، تقدم أبناء المخيمات الفلسطينية صفوف المقاومة وكانوا سندها الصلب.
في 16 شباط 1985 لم تنتصر صيدا على الإحتلال فحسب، بل على الفتن الطائفية والمذهبية أيضاً، وأسقطت كل مشاريع الكانتونات التي كان العدو الأميركي- الإسرائيلي يرسم حدودها ويُلزّم أصحابَ المال لتنفيذها، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالفتنة المذهبية اليوم تريح العدو وتحمل لواءه لضرب المقاومة سلاحاً وثقافة، وتحرف الفقراء عن النضال ضد مستغليهم. إن هذه الفتنة تتجسد مرة من خلال السعي لتشكيل حكومة من 14 آذار تنفذ إملاءات الأميركان والصهاينة للتآمر على محور المقاومة وسوريا حجره الأساس، ومرة أخرى من خلال القوى التكفيرية التي تفرّخ انتحاريين وقتلة، لكن المقاومة التي ترسخت في نفوس أهلنا اللذين عاشوا انتصاراتها ونعموا بحمايتها لهم وللوطن، لن يتمكن الإرهاب من هزيمتها.
بعد 29 عاماً على التحرير، التحية لصيدا مصطفى سعد ورشيد بروم وجمال الحبال وباسم شمس الدين وفضل سرور،
المجد والخلود لشهداء المقاومة الوطنية والإسلامية، وعهدا. ان تستمر المقاومة حتى النصر وتحرير أرضنا العربية المحتلة.