يوغل النظام السياسي الطائفي التابع، النظام القاتل، في قهر الطبقة العاملة والفلاحين وسائر الكادحين، ويسقط ضحايا هذا النظام يوميا، في تفجير مرفأ بيروت، وفي انفجار خزانات نفط مافيا المحروقات، وفي قمع السلطة للتحركات الشعبية، وعلى أبواب المستشفيات والصيدليات، وفي ابتلاع البحر للهاربين من جحيم النظام المتسبب بالانهيار، وفي كل هذه الجرائم يحمَّل الفقراء والمهمشون ضريبة البقاء على قيد الحياة.
ولم يقف نظام النهب والتبعية عند حدود الكوارث التي تسبب بها نتيجة سياساته الاقتصادية والاجتماعية والمالية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وها هي الطبقة المسيطرة تستعد لتنفيذ مجزرة جديدة بحق الفئات الشعبية عبر التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتحضّر الارضية “القانونية” لذلك عبر تمرير قوانين في مجلس النواب تشرع نهب المصارف برعاية المصرف المركزي لاموال المودعين، و”تقونن” تهريب الاموال الى الخارج وتحمّل الفئات الفقيرة والمتوسطة الخسائر الناجمة عن النهب المنظم، وتبرىء المصارف واركان النظام من مسؤوليتهم عن تدمير المجتمع.
وتترافق الكارثة الاجتماعية مع العقوبات الاميركية والغربية والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والتدخل المباشر عبر قوى اليمين والمجتمع المدني الممول على الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية لإخضاعه وإجباره على الإستسلام لإرادة الامبريالية الاميركية، خدمة للكيان الصهيوني وحفظ أمنه بعد تراجع دوره الوظيفي، ودخوله في أزمة وجودية بفعل هزائمه المتتالية بفضل صمود الشعب الفلسطيني، ونضال حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، ولتسقط مع أزمته مفاعيل مشاريع الاستسلام والتصفية من اتفاقيات الذل الى صفقة القرن وصولا الى التطبيع الخياني مع العدو، وفي كل هذه المعارك كانت الطبقة العاملة الفلسطينية، مقاومين وأسرى وشهداء، في مقدمة الصفوف في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري.
كما تعاني الطبقة االعاملة العالمية، في مراكز النظام الرأسمالي وأطرافه من نتائج العولمة الامبريالية والسياسات النيوليبرالية والنهج العدواني ضد دول العالم وشعوبه، ونهب ثرواته وموارده وتفجير الحروب المدمرة، غير ان ترابط الاقتصاد المعولم أدى ويؤدي الى انتقال الازمات الاجتماعية الى داخل الدول الغنية تضخما وفقرا وتصاعدا للنضال الطبقي والاحتجاجات الشعبية ما يكرس التضامن الاممي بين العمال والشعوب في مواجهة الهيمنة والسيطرة الامبريالية، ما يستدعي النضاال لبناء اممية جديدة تقود الكفاح التحرري الوطني والاجتماعي.
ولذلك يترابط النضال الطبقي بالوطني في مهمة تاريخية امام القوى التقدمية والثورية، وأمام الطبقة العاملة والشغيلة، للخلاص من نظام البرجوازية الطفيلية وتوجهاته الرأسمالية المتوحشة المعادي لشعبه والمتوسل للحماية من قوى الهيمنة والاستعمار، والشريك الفعلي في مشروع ضرب عوامل القوة للبنان لتسهيل انخراطه في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
في الاول من ايار يوم العمال العالمي نؤكد ان وحدة الطبقة العاملة ودور أحزابها السياسية، وإعادة بناء الحركة النقابية الديمقراطية المناضلة، هي الحامل التاريخي لمشروع التغيير الجذري لنظام الاستغلال والقهر الطبقي، وهي مهمة تشترط وجود الحزب الثوري المناضل، وأوسع إئتلاف طبقي للقوى المتضررة من بقاء هذا النظام في جبهة وطنية تقدمية عريضة، والنضال في صفوف العمال والجماهير الكادحة لخلق الكتلة التاريخية القادرة على فرض التغيير وإنقاذ الوطن والشعب وبناء النظام الوطني الديمقراطي العلماني المقاوِم على طريق المشروع الاشتراكي.
– المجد للطبقة العاملة اللبنانية والعربية والعالمية
– المجد للتضامن الاممي بين الشعوب
– يا عمال العالم اتحدوا.
بيروت في الاول من ايار ٢٠٢٢