تحل الذكرى ال ٣٧ لتحرير صيدا من الاحتلال الصهيوني في ١٦ شباط ١٩٨٥، لتعيد للبنانيين مجد النضال والكفاح والمقاومة، ولتلصق بجبين المحتل وصمة عار وهزيمة على ايدي ثلة من ابطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والاسلامية بامكانياتهم المتواضعة لكن بعزيمة لا تلين.
تحررت صيدا وتحرر لبنان وحلت السلطة “الشرعية” مكان الاحتلال فأمعنت بضرب الفئات الشعبية والفقيرة صاحبة التحرير، وعززت النظام الطائفي الطبقي الفاسد، وتقاسم فيه ارباب المال والعمالة لاسرائيل السلطة، فحققوا ما عجزت عنه الدبابات الاسرائيلية بسحق شعبنا وتجويعه ومحاصرته بلقمة عيشه وحليب اطفاله وحبة دوائه، وأوصلونا الى الانهيار الاقتصادي الذي نعيش في قعره اليوم بفضل سياسات اقتصادية منحازة لكبار المتمولين والمصارف اخذت مسمى الحريرية السياسية والاقتصادية ثم غلفت جريمتها بالاستدانة الخارجية بمؤتمرات بهلوانية سميت باريس ١ و٢ و٣ وصولا حتى سيدر. سياسة تحاصصية وزعت المغانم والفوائد على اركان النظام وها هي اليوم تطالب الفقراء بالتحمّل وشد الحزام بينما ترفض هي تحمُّل حصتها من الخسائر، ولكي تؤمن استمراريتها اعلنت تبعيتها لقوى الامبريالية الاستعمارية وصارت اداة لتنفيذ املاءاتها، وليس التهاون في ادارة ملف الثروة النفطية وترسيم الحدود البحرية مع العدو، والرضوخ لشروط صندوق النقد الدولي في الموازنة وغيرها، سوى نموذجان فاقعان. وهو ما يجعل من اطلاق “جبهة مقاومة اجتماعية” مهمة وطنية ملحة امام كل صناع التحرير.
ولئن يعيش الصيداويون اليوم حالة بؤسٍ عامة بفضل سياسة مَن ادّعى تمثيلهم على مدى عقود من رجال ونساء السلطة حتى سلموا رقابهم في اخر المطاف لمحتكري الدواء والاستشفاء والغذاء وتجار المولدات، ووصلت الوقاحة بهؤلاء حدّ تسمية شارع في المدينة باسم احد كبار المصرفيين في وقتٍ يُذل الصيداويون يومياً على باب مصرفه وسائر مصارف المدينة..
ستبقى ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الصهيوني منارة مضيئة تستنير بها اجيال الوطنيين الصيداويين، ومحطة لتأكيد خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال والتمسك بسلاح المقاومة الوطنية الذي تحول بأيدي المقاومة الاسلامية الى قوة ردع ترد عن وطننا وشعبنا عدوانية “اسرائيل” لا سيما في زمن السقوط الرسمي العربي في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني وخيانة فلسطين.
المجد للمقاومة الوطنية والاسلامية، شعباً وقادةً وسلاحاً وشهداء.
بيروت في ١٥ شباط ٢٠٢٢