يأبى النظام السياسي الطائفي اللبناني إلا ان يؤكد تبعيته والتحاقه بالمركز الامبريالي العالمي، والتزامه بإملاءات وشروط منظمات النهب الدولية، وإضعاف قدرة لبنان في مواجهة العدوانية الصهيونية، والتغاضي عن خرق الوضع الداخلي أمام العدو الصهيوني خاصة في ملف الخونة المتعاملين مع العدو، ما شجع ويشجع الكثيرين على الاستمرار في العمالة او العودة للتعامل.
وتأتي الجريمة الجديدة للنظام بحق الوطن والمقاومة على أبواب الذكرى ۳۷ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي انتفضت لكرامة الوطن والشعب، وقدمت التضحيات الجسام على طريق التحرير وطرد الاحتلال وتطهير الأرض من رجسه.
ان حركة المقاومة ضد العدوان والاحتلال الصهيوني انطلقت مع قيام الكيان على أرض فلسطين العربية، وتناقلتها القوى الوطنية والاسلامية والشعبية، اللبنانية والفلسطينية، عبر الأجيال، وصولا الى التحرير الناجز في أيار العام ٢٠٠٠، وتتويجه بالانتصار الحاسم في تموز العام ٢٠٠٦.
وقد أثبت خيار ونهج المقاومة الشعبية والمسلحة جدواه الاستراتيجية في مواجهة الامبريالية والصهيونية والإرهاب الفاشي، وشكّل مظلة حماية للبنان وقوة ردع للعدو أسقطت استراتيجيته التوسعية وأجبرته على التموضع في موقف الدفاع عن الكيان.
غير ان الانجازات العظيمة لقوى المقاومة في مواجهة العدو لم تنعكس داخليا في لبنان، فالنظام التابع يستمر في تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية الموحى بها من الغرب الاستعماري، ويشن اليوم هجوما ضد الجماهير الشعبية مستهدفا ما حققته بالنضال، ويفرض الضرائب على الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود، ويمد اليد على مكتسباتها الاجتماعية، في مقابل إعفاء الرأسمالية الطفيلية والمضاربين العقاريين والمصارف وناهبي المال العام من أي مساءلة او محاسبة.
ان الشعب اللبناني بقواه المقاوِمة، الوطنية والاسلامية، الذي حرر الأرض وطرد الاحتلال مصمم على تحرير الوطن من الطبقة الحاكمة التابعة، ومن الهيمنة الامبريالية وعقوباتها المجرمة بحق الشعب اللبناني على طريق بناء وطن ديمقراطي علماني مقاوِم.
في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التحية الى شركاء الكفاح في المقاومة الفلسطينية البطلة والى الشعب الفلسطيني البطل الذي يسطر ملاحم الصمود والبطولة.
بيروت في ١٦أيلول ٢٠١٩
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الحزب الديمقراطي الشعبي